الاثنين، 3 أغسطس 2015

وهران عاصمة السياحة . مواطنون من كل الولايات ومغتربون وأجانب يفضلون عاصمة الغرب الجزائري كوجهة للسياحة

تعيش مدينة وهران هذه الأيام المتسمة بالحرارة المرتفعة حالة من الاختناق الناجم عن الحركة التي تعرفها الشوارع و الأسواق و محال التسوق و أيضا الشواطئ و محطات النقل البري ، و تشهد المدينة توافدا كبيرا للمصطافين سواء من الداخل أو الخارج ما زاد في حالة الاكتظاظ
مقابل هذا لا يبدو أن المدينة كانت مستعدة من أجل انجاح الموسم و يظهر ذلك في غياب عديد الخدمات التي صار يفتقدها الزوار و السكان على حد سواء كحظائر السيارات إذ صارت كل الأرصفة حظائر ما يضطر الراجلين إلى استعمال الطريق . و لا نظيف جديدا عند الحديث عن حالات الأوساخ التي صارت أمرا محتوما على المدينة و التي يساهم فيها بشكل كبير عدد من المواطنين الذين لا يحترمون أوقات اخراج القاذورات و التخلص منها في أي مكان.
مواقف المركبات صارت الفوضى الكبرى بكل تجلياتها ما يؤكد الغياب التام للقانون أو لتطبيقه فقد صارت كل الأماكن حظائر للسيارات بما في ذلك الأرصفة و الأمثلة أكثر من أن تحصى في كل ربوع المدينة التي يتوافد عليها هذه الأيام المصطافون و الزوار.
من المدخل الغربي لوهران لا شيء ينبأ أنك تدخل مدينة كبيرة بحجم هذه المدينة التي دخلت المنافسة من أجل استضافة الألعاب المتوسطية ،
و يبدو المكان في حجم " دوّار" كبير تتبعثر فيه كل الأشياء حيث الفوضى و الأوساخ و رمي القاذورات في أيّ مكان و في أي وقت إذ تصطف الدلاء الخضراء الكبيرة المخصصة لتعبئة النفايات في كل مكان و كأنّ الأمر صار موضة. و أمام غياب التكفل بالقاذورات صار كثير من المواطنين خاصة في حي بوعمامة يعمدون إلى إضرام النار فيها للتخلص منها مع ما يتسبب في ذلك من حالات الاختناق و الاضرار بالبيئة ، التي لا يبدو أنّها تشكل هاجسا لدى السلطات المحلية رغم حالات الاحتباس الحراري التي يعاني منها العالم .
ليس هذا فحسب بل عمدت البلدية إلى البدء في أشغال تهيئة للمساحة الطولية الفاصلة بين مساري الطريق الرئيسي لحي بوعمامة ذهابا و إيابا الموصِل بولاية عين تموشنت حيث تمتد الأشغال من الروشي مرورا ببوعمامة و إلى غاية حي اللوز تقريبا و هي الأشغال التي تعيق حركة مرور الراجلين الذين لا يستعملون الجسر، و المركبات التي تعبر هذا الحي.
و لسنا ندري لماذا تبادر البلدية إلى هذه الأشغال في موسم الصيف و العطل و الجميع يعرف أهمية هذا الطريق الذي يؤدي إلى الطريق الوطني رقم 2 و هو المستعمل بكثرة من أجل التوجه إلى ولايتي تموشنت و تلمسان و يستعمله المغتربون القادمون من ميناء وهران أيضا
و لسنا ندري إذا كان قدرا محتوما على وهران أن تفتح ورشات ترميم منشئاتها العمرانية الكبيرة و تتركها مفتوحة لعديد السنوات في ظل تبريرات واهية لا يستصغرها السكان ، كما هو الشأن بالنسبة لمبنى بلدية وهران الذي صار مجرد ديكور يتوسط المدينة و تكسر زجاج نوافذه و و البريد المركزي و محافظة جبهة التحرير الوطني و هي كلها جواهر عمرانية تقع وسط المدينة
و رغم الخدمات الكبيرة التي يقدمها " الترام" منذ 2013 فمساره لا يسلم من تصرفات متهورة لعديد سائقي السيارات و الدراجات و الدراجات النارية الذين يختصرون المسافات باستعمال المسار ما يضطر سائقي الترام إلى القيادة ببطء توخيا للحذر ، كما لا يتوانى أطفال كثيرون عن اللعب في المسار ذاته و الكبار " يفضلون " تحويل المسار إلى مفرغة لقاذوراتهم ، فعندما يجدون الدلاء معبأة يرمون بالأوساخ في الأرض حيث يمر "الترام " و المثال الصارخ يقع في شارع مستغانم.
حالات الفوضى التي صارت تتسبب فيها حركة المرور و السير لا تتوقف طيلة النهار و الليل أيضا و كأن المدينة في حالة طوارئ طيلة الموسم بفعل منبهات المركبات التي لا تتوقف و عدم احترام أولويات المرور و النزوح إلى السب و الشتم بين الجميع و اندلاع المشادات الكلامية التي لا تنتهي و تعطل الحركة.
و من النقاط السوداء التي تسجل على الموسم في هذه المدينة توجه أغلب الحفلات النقل الحضري نحو العمل في الخطوط المؤدية إلى الشواطئ و بقاء مستعملي خطوط المدينة دون خدمات خصوصا خلال نهابة الأسبوع و لا أحد يحرك ساكنا من أجل إعادة الأمور إلى نصابها .
و كما جرت العادة لم تتوقف أسعار بيع المواد الاستهلاكية و الغذائية خصوصا عن مناطحة السحاب و هي الحيلة التي يعتمدها الباعة و التجار مستغلين وجود المغتربين و المصطافين من باقي أنحاء الجمهورية من أجل الهاب جيوب الجميع و تحقيق الربح
و من الديكورات التي صارت أمرا عاديا في مدينة بحجم وهران ( المتروبول) ، انتشار باعة التين الهندي الذين انتشروا كالفطر و غالبا ما يتخلصون من بقايا هذه الفاكهة في قارعة الطريق ...

جريدة الجمهورية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعوة لزيارة صفحتنا بموقع فيس بوك . اذا شعرتم بأنها تستحق التشجيع نأمل أن تسجلوا اعجابكم بها