الجمعة، 9 مايو 2014

مبادرة رحلة DZ . و لي فيها مآرب أخرى !

الإخوة و الأخوات الذين أتواصل معهم منذ سنوات يعلمون أني كنت مهتم و لمدة طويلة بالتدوين الإلكتروني و بشكل أدق بالتدوين الجواري حيث يتخصص المواطن البسيط في متابعة أخبار و أحوال محيطه الضيق الذي يعيش فيه . كنت و ما أزال مقتنع بأن النشر الإلكتروني الهاوي لو ينتشر بشكل مكثف في هذا الإتجاه أكيد  سيحقق عن جدارة لقب " الإعلام البديل" و يصل ربما إلى مرحلة يشارك فيها بشكل مقتتدر في إصلاح أحوال البلاد و العباد ، لأننا كمواطنين عاديين الواقع يؤكد أننا لا نستطيع منافسة مؤسسات الإعلام المحترفة لأسباب موضوعية أهمها أن هذه المؤسسات لها تمويل كبير يضمن لها تشغيل أكبر الخبرات في الإعلام و ما يتعلق به من ثقافة و سياسة و رياضة و غيرها . لكن لو يهتم كل واحد منا بأخبار بيئته التي يعيش فيها و يقع بيننا كنتيجة لذلك تواصل بأعداد كبيرة أكيد هذه الحركية ستفرض نفسها ، و تجعلنا ندخل مجال المنافسة من بابه الواسع ، لأني كمواطن عادي حين أتابع أحوال محيطي الذي أتعامل معه عن قرب بشكل يومي أستطيع أن أنافس كبرى وسائل الإعلام المحترفة حين أكتب عنه ،  ثم إذا أضفنا إلى هذه النقطة إمكانية ممارسة هذا التخصص من قبل آلاف المواطنين في إطار تواصل يومي يواكب الخبر لحظة حدوثه سنجد أنفسنا أمام واقع جديد يملك أن يفرض نفسه في صناعة الرأي العام و التأثير في مجرى الأحداث على المستوى المحلي.

طبعا الإخوة الذين يعرفوني لهم خلفية عما أتحدث عنه ، و يعلمون أني أنطلق في هذه النظرة من خلفيتي السياسية و اقتناعي بخيار الإصلاح السياسي كوسيلة لتنمية البلاد انطلاقا من قاعدة المجتمع .

بعد سنوات من النشاط في هذا الإتجاه و تجارب كثيرة حاولت أن أحرك بها هذه القناعة و أجعلها واقعا ميدانيا ( أتذكر على سبيل المثال تجربة موقع "المحلية" الذي استنفذ مني وقت طويل و مبلغ معتبر من المال ) . بعد هذه التجارب التي تبين أنها تحتاج إلى تكاتف جهود عدد كبير من الناس و دعم مؤسسات حتى ترى النور ، و في خضم هذه التجربة توصلت إلى قناعة مفادها أني أكتفي بالنشاط على نطاق ضيق . يعني أختار من شؤون الجوار ميدان واحد أركز عليه على اعتبار أن ما لا يدرك كله لا يترك بعضه ، و جاءت رحلة DZ لتخطف اهتمامي .

جاءت كتتويج لتجربة "جائزة العربي بن مهيدي للتصوير الفتوغرافي" التي سعيت أن أنشطها في تلك الفترة من باب دعمي لفكرتي بخصوص التدوين الجواري ، و ما حمسني لهذه التجربة  هو اقتناعي بأن نشر الصور يعتبر تدوينا ، بل هو من أكثر المناشير قربا لروح التدوين الإلكتروني و أكثرها ملاءمة مع ما يستطيع المواطن العادي تقديمه في هذا المجال .
أجرينا الدورة الأولى للمسابقة سنة 2012 م و بالرغم من النقائص التي عانينا منها إلا أنها عرفت مشاركة هوات تصوير متميزين من عدد كبير من الولايات  بما جعل الجميع يعترفون بأنها كانت تجربة ناجحة إلى حد كبير.

انهينا الدورة الأولى  و تحملت الجزء الأكبر من الإعداد للتصفيات  ، كما تحملت لوحدي نفقات الجوائز المتواضعة التي سلمناها للفائزين لأجد نفسي في الأخير مقتنع بأن المبادرة لابد أن يتم تنظيمها بشكل مختلف . شكل يوفر لها مؤسسات تفتح لنا مقارها كي ننظم فيها معارض لأحسن الصور و احتفال تسليم الجوائر عند نهاية كل دورة و تساعدنا في ايجاد تمويل محترم يليق بمسابقة يفترض أنها وطنية و يليق قبل ذلك باسم العربي بن مهيدي كرمز كبير لثورة التحرير الوطني .

و هكذا وجدت نفسي أقتنع برحلة DZ من عدة نواحي ، فمن ناحية فكرتها ليست بعيدة عما كنت أسعى اليه ، بل يمكنني القول أنه يتضمنها ، و من ناحية ثانية لو تنجح أكيد ستسهل علينا مهمة العثؤر على تمويل يمكننا من أن نستمر في تنشيط جائزة العربي بن مهيدي ، فلو ننجح في استقطاب عدد كبير من المؤيدين فإن ذلك سيسهل علينا استغلال نشاطنا في الدعاية للمؤسسات الخاصة التي تعمل في حقل السياحة كالفنادق و المطاعم و غيرها من المؤسسات و هو الأمر الذي يفتح احتمال كبير كي يتحمس هؤلاء للمساهمة في تمويل بعض نشاطاتها ، كما يمكن لهذه المبادرة أن تفتح آفاق للشباب الناشط فيها أن يجد عن طريقها فرصة للعمل في السياحة ، و بالمجمل وجدتها شبيهة بعصى موسى إذ قال لربه : هي عصاي أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دعوة لزيارة صفحتنا بموقع فيس بوك . اذا شعرتم بأنها تستحق التشجيع نأمل أن تسجلوا اعجابكم بها